المنهج الفقهي لعلماء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. د. عبدالله بن محسن عبدالله الحضرمي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على معلم البشرية المصطفى , وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فالمساجد هي أماكن ودور العلم النافع وخاصة المسجد الحرام بمكة, والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة لأنهما منزل الوحي. وفي هذا البحث سيتم التركيز على المنهج الفقهي لعلماء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في تدريسهم الفقه عموماً وأقصد به فقه الأئمة الثلاثة أصحاب المذاهب المعروفة عبر القرون السابقة, وأخصّ الفقه الحنبلي الذي هو المعتمد في نجد وفي المملكة العربية السعودية بكافة مناطقها الرسمية حاليّاً. وأعني بعلماء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف: من دَرَس وتعلّم فيهما أو بأحدهما, ودرّس الفقه فيهما أو بأحدهما. وليس بالضرورة أن يكون ساكناً بهما أو بأحدهما, وكذلك ليس بالضرورة أن يكون إماماً فيهما أو بأحدهما. ومن أهميته: إنّ مذهب الإمام أحمد بن حنبل هو المذهب المعتمد في بلاد الحرمين الشريفين ونجد وما حولهما من مناطق المملكة العربية السعودية. فهذا البحث من أهميته: أنه يسلط الضوء لطلاب العلم والمعرفة من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالمي وذلك من خلال ما يحتويهما من الفقه الحنبلي وغيره من العلوم الإسلامية والعربية.
إبراز المواد الفقهية المُدرّسة ولا سيّما دراسة كتب الحنابلة الفقهية المقامة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في الغالب أو في أحدهما, كون ذلك لم يُجمع من قبل في دراسة مستقلة حسب اطلاعي. يركز على ما نتج عن هذا التطور الفقهي من نتائج علمية وثقافية ودعوية على بلاد الحرمين. ومن أسبابه: كثرة ما نراه في وقتنا الحالي من عزوف طائفة غير يسيرة من طلاّب العلم عن دراسة الفقه المذهبي ومنها متون الفقه وشروحاتها المذهبية ومختصراتها ,مما جعلني أبحث عن المنهج الفقهي لعلماء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وخاصة في كتب المذهب الحنبلي الفقهية وإثرائها والترغيب فيها. ومن الخاتمة أخلص إلى الآتي: وقد تمثّل المنهج الفقهي العام لعلماء المسجد الحرام والمسجد النبوي في كونه منهجاً موسوعياً في جميع العلوم الشرعية وعلوم الآلة ومنها الفقه المذهبي على المذاهب الأربعة, و حتى في دراستهم كتب مذهبهم الفقهي الحنبلي لا يتعصبون له بل يتبعون الراجح من المذاهب حسب اجتهاد المحققين منهم في الغالب إذ لا معصوم إلا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وخاصة أهل نجد والتي منها انطلق المذهب الحنبلي بعهديه قبل دعوة المجدد الإمام وبعده وانتشار كتبه – كالمغني والمقنع وزاد المستقنع والروض المربع وغير ذلك من الشروحات والحواشي - في مكة والمدينة والرياض وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية. وهكذا استمر في منهجية موسوعية مقارنة حتى الآن تدرّس في الحرمين الشريفين. وكان أعداد الطلاب قليلة في القرون المتأخرة في مرحلة الكتاتيب والمدارس والأربطة , التي بُنيت في الحرمين الشريفين أو القريبة منهما, أو التابعة لهما من حيث تعلمين الطلاب فيها وسكنهم, يصل عددهم ما بين 40- 100 طالب. أما الآن فأضعاف مضاعفة.