العلاقات اليمنية البريطانية بعد أحداث 1928م وحتى معاهدة صنعاء 1934م 10.12816/0009111د. ثابت صالح اليزيدي ، د. علي محمد باسعد
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
استقر الوضع السياسي الخارجي لليمن بعض الشيء بعد عام 1928 م، وحاول الإمام يحيى المضي قدما نحو تسوية المشاكل الحدودية مع محميات عدن البريطانية عن طريق التفاوض، ولكن المفاوضات التي جرت بعد ذلك لم تفض إلى نتيجة مرضية لأي من الطرفين، وعاد التوتر من جديد على الحدود بين الجانبين بعد أن دخلت قوات الإمام إلى قسم من أراضي المحمية، وحاول الإمام الحصول على دعم خارجي يعضده في نزاعه مع البريطانيين من خلال المعاهدة التي وقعها مع الاتحاد السوفيتي عام 1928 م. ولكنه لم يحصل على هذا الدعم. وكذلك فشلت محاولاته مع ألمانيا لإقامة علاقات سياسية معها. ومع أن الوضع ظل متوترا على الحدود بين اليمن والمحميات الجنوبية، إلا أن محاولات التسوية والبحث عن حلول للمشكلات الحدودية استمرت بين الطرفين. واستغل البريطانيون التوتر في العلاقات بين الإمام وابن سعود حول عسير ونجران فأخذوا يضغطون على الإمام بهدف إخراج قواته من أراضي المحميات وذلك مع بداية عام 1933 م. فأدرك الإمام أن عليه أن يختار بين السلام أو الحرب مع بريطانيا خاصة أن بوادر الحرب بينه وبين أبن سعود باتت وشيكة، فأرسلت بريطانيا وفدا جديدا إلى صنعاء للتفاوض مع الإمام يحيى في ديسمبر عام 1933 م برئاسة برنارد رايلي. وفي فبراير من عام 1934 م وقع الطرفان معاهدة صنعاء التي تضمنت عددا من البنود منها انسحاب قوات الإمام من المناطق الحدودية التي استولت عليها. والحفاظ على الوضع القائم في الجنوب كما هو عليه أثناء توقيع المعاهدة لمدة أربعين عاما. واحتفظت بريطانيا بموجب المعاهدة بالمحميات طيلة هذه المدة، وقد تناول الباحثان في هذه الدراسة الأحداث التي جرت على الحدود، ومحاولات التسوية عن طريق المفاوضات بين 1929-1933 م والتي توجت بمعاهدة صنعاء عام 1934 م.