علاقة الحاكم بالمحكوم : في ضوء الفقه الإسلامي 10.35781/1637-015-013-009د. محمد محمد معافى علي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
جاء الإسلام إلى دنيا البشرية وهم يقدسون الحكام، ويدينون لهم بكامل الذل والخضوع، وكانت علاقة الحاكم بالمحكوم قبل الإسلام قائمة على الصراع والقهر والتغلب والاستعباد، فجاء الإسلام دين الرحمة والمساواة والحرية، فجعل علاقة الحاكم بالمحكوم تقوم على التعاون والتناصح والتكامل والإخاء والسلام والعدالة والشورى والتكريم، حيث حرر العقول من الخرافات والأساطير، وحرر الأوطان من الظلم والتسلط والديكتاتوريات، فلا إله في الوجود حقيق بالذل والخضوع والانقياد، غير الله الواحد القهار، حيث قضى الإسلام بذلك على مناهج كل الطغاة والمتألهين والمستبدين، ممن يرتكبون جرائمهم في حق الانسانية، باسم الله، أو باسم الحق الإلهي، والله لا يرضى لعباده الظلم ولا الكفر ولا الفساد، بل يريد الله لعباده الخير واليسر والسلام والوحدة والطهارة والعلم والهدى، كما ارتقت البشرية بهذا الدين العظيم، إلى أوج كمالها وازدهارها وقوتها ووحدتها وإخاءها، فالجميع حكاما ومحكومين عباد لله، يدينون له بالعبادة والطاعة والحب، يرجون رحمته ويخافون عذابه، فكل من الحاكم والمحكوم واجبات وحقوقا، التزم بها الطرفان، فسعدت البشرية قرونا من الزمان وحقبا من الدهر في أمن وسلام وإخاء وتطور وتقدم.