العقيدة الإسلامية ودورها في بناء الحضارة الإنسانية
Main Article Content
Abstract
العالم اليوم بحاجة إلى حضارة قائمة على أساس صحيح، لأن الحضارة الغربية اليوم قائمة على إهمال كرامة الإنسان وقيمته، واعتبار المادية النفعية هي الغاية الأساس، والبشرية اليوم في حاجة إلى حضارة تعيد إليها إيمانها بالله وبرسالاته، وبالقيم العليا التي لا يكون الإنسان إنسانا بغيرها، ولا يكون للحياة مذاق ولا معنى بسواها. حضارة تعطيها الدين ولا تفقدها العلم، تعطيها الإيمان ولا تسلبها العقل، تعطيها الروح ولا تحرمها المادة، تعطيها الآخرة، ولا تحرم عليها الدنيا، تعطيها الحق ولا تمنعها القوة، تعطيها الأخلاق ولا تسليها الحرية. غير أن ما تمتاز به حضارة عن حضارة هو قوة الأسس التي تقوم عليها، والتأثير الذي تحدثه في الحياة، والخير العميم الذي يصيب الإنسانية من قيامها. وكلما كانت الحضارة ربانية في مصدر قيمها، عالية في رسالتها، إنسانية في نزعتها، أخلاقية في اتجاهاتها، واقعية في مبادئها، كانت أخلد في التاريخ، وأنفع للبشرية، وأجدر بالتكريم. والعقيدة الإسلامية الصحيحة، هي وحدها القادرة على بعث الحضارة الإسلامية من جديد، لأنها وحدها القائمة على أساس التوحيد المطلق الذي يصحح العلاقة بين المخلوقات والإله الحق سبحانه، ويصحح العلاقة بين المخلوقات وبعضها على أساس من التكريم، والقيم الأخلاقية، وعلى العالمية في رسالتها، والواقعية في مبادئها، والإنسانية في نزعتها، ففي ظل العقيدة الصحيحة يكون البناء الحضاري مشبعا بروح القيام بحق الاستخلاف، وإعلاء كلمة الله في الأرض، وتهيئة الظرف المناسب لأداء الرسالة، وتحقيق فاعلية الإنسان في الكون وفق منهج العبودية لله سبحانه وتعالى في كل جوانب الحياة.