الإسلام وإدارة الإبتكار: دلالات ونماذج واقعية 10.12816/0031064د. محمد ناجي عطية

محتوى المقالة الرئيسي

د. محمد ناجي عطية جامعة الأندلس للعلوم والتقنية

الملخص

تكمن مشكلة الدراسة في بيان مفهوم الابتكار في الإسلام ومنهجية إدارته، وبحث العلاقة بين مبدأ التوقف عند النصوص الشرعية بعد اكتمال التشريع وانقطاع الوحي، وبين حق الاجتهاد والابتكار الفكري، وما ينتج عن ذلك من إيجاد الحلول التي تساهم في مواجهة متطلبات ومستجدات العصر في كافة المجالات التي يحتاجها الناس وفي كل زمان ومكان. وهدفت الدراسة إلى إثبات النصوص التي أسست لحق الابتكار الفكري، وبحث العلاقة بين ثبات النصوص الشرعية ومسائل الاجتهاد باعتبارها نوعا من الابتكار والتجديد، وإثبات ذم الإسلام للجمود والتقليد الأعمى، وتقديم نماذج واقعية تؤكد التطبيق العملي لابتكارات علماء الإسلام على مر العصور حتى يومنا هذا. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي من خلال دراسة الموضوع في المصادر والمراجع المتوفرة في المكتبة الإدارية والإسلامية. وجاءت الدراسة بثلاثة مباحث، فكان المبحث الأول: مبحث تمهيدي، تناول تعريف الابتكار والاجتهاد والتقليد وعلاقة ذلك بالابتكار الفكري ومنهجية إدارة الابتكار في الإسلام. والمبحث الثاني تناول تشجيع الإسلام للابتكار وذم الجمود والتقليد الأعمى، وتناول مباحث متعلقة بدلالة القرآن والسنة على تشجيع الابتكار الفكري وذم الجمود والتقليد، والمبحث الثالث تناول نماذج واقعية للابتكار في الإسلام، من خلال استعراض نماذج واقعية من عصر النهضة الإسلامية، ونقل المقولات عن مشاهير علماء الغرب والشرق في أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة العالمية في المشرق والمغرب، وكذا استعراض بعض التطبيقات المعاصرة للحلول التي قدمها علماء الإسلام في العصر الحديث. ومن أهم النتائج التي أفرزتها الدراسة: إثبات أن الإسلام شرع للابتكار من خلال الاجتهاد والإبداع الفكري، وأنه يمنع من الجمود والتقليد الأعمى غير المبني على الحجج والبراهين، وأثبتت العلاقة الوطيدة بين مفهومي الاجتهاد والابتكار الفكري، وأن الإسلام شرعه لمواكبة مستجدات الحياة المعاصرة باعتباره صالحا لكل زمان ومكان من خلال الموازنة بين ثبات النصوص الشرعية وقدسيتها، وبين الحاجة إلى الابتكار والتجديد لتلبية الاحتياجات المتنوعة في كل الأزمنة والعصور، وأكدت الدراسة أن الاجتهاد والابتكار الفكري من أصول الدين، وأن علماء الإسلام في الأزمنة المعاصرة قادرون علي تقديم الحلول العملية لمشكلات العالم المعاصر استنادا إلى منهج أسلافهم، إذا استوعبوا تاريخهم وسلكوا طريقهم. كما أثبتت الفضل الكبير للحضارة الإسلامية على حضارة العالم شرقا وغربا ابتداء من القيم والأخلاق، ومرورا باللغة والآداب، وانتهاء بالعلوم التطبيقية والاختراعات المعاصرة. ومن أبرز توصيات الدراسة: العناية بدراسة المنهج الإسلامي في الابتكار الفكري، ودراسة التاريخ الإسلامي في عصر النهضة ومعرفة اثر ذلك في حياة البشرية والنهضة المعاصرة، كما أوصت برفض التفكير الانهزامي للمثقفين من المسلمين الذي يكرس خرافة أن الإسلام سبب تأخر المسلمين، واستعادة الثقة بعلمائهم وتاريخهم، وتكوين مكتبة سلامية متخصصة بالتنقيب والتخريج والترجمة والنشر للتراث العلمي والفكري لعلماء الإسلام في عصر النهضة، وإدراج ابتكاراتهم في المناهج الدراسية سعيا لتقديمهم كقدوات وأمثلة يحتذى بها في طريق النهضة المعاصرة.

تفاصيل المقالة

القسم
المقالات