تقييم فقه التعامل مع الحربيين والمخالفين 10.12816/0030330 د. محمد بن محمد معافى علي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الأديان المحرفة والمذاهب الأرضية، تتعامل مع البشرية بروح عدوانية شريرة، سيما في نظرتهم إلى المخالفين والحربيين، ولقد سالت الدماء أنهارا بين أتباع الدين والمذهب الواحد، عبر تاريخ اليهودية والنصرانية والشيوعية، وغيرها من الأديان والمذاهب، فضلا عن المخالفين من غير تلك الأديان، الذين أبادهم المتعصبون من أتباع هذه الديانات بالملايين. إن رسالة الإسلام هي الرسالة السماوية الوحيدة التي لم تطلها يد التحريف والتبديل فظلت عبر التاريخ رسالة الهدى والرحمة الإلهية، لأنها رسالة رب العالمين، إلى جميع خلقه وعباده، ولذا فقد خلت رسالة الإسلام من العدوانية والميل والحيف والعنصرية والعصبية الجاهلية، وغيرها من النزعات البشرية، ولذا عاشت البشرية جمعاء -قرونا من الزمان -في ظل هذه الرسالة السمحة في خير ووئام وسلام وتعايش، شهد بذلك الأعداء المنصفون قبل الأتباع. لقد كفل الإسلام لمخالفيه وأعدائه، حق الحياة وحق العيش في كنفه، وحرم أموالهم وأعراضهم ودماءهم، وأمر الإسلام بالإحسان إليهم، وألزم الإمام أن يحفظ ويصون الذميين والمستأمنين والحربيين إذا دخلوا دار الإسلام مستجيرين، وفرض الإسلام "الجهاد" لضمان الحرية والكرامة للمضطهدين والمستضعفين في الأرض بما فيهم أولئك الذين لا يؤمنون برسالة الإسلام، أو يخالفونها، وهو ما عجزت عنه كل نظم العالم المتحضر اليوم.