تطور نظرة المستشرقين للتصوف بين القديم والمعاصر - دراسة تحليلية THE ORIENTALIST’ VIEW OF SUFISM: BETWEEN THE OLD AND THE MODERN– AN ANALYTICAL STUDY د. عمر بن عثمان الخطيب* الملخص يعتبر التصوف من أهم الحقول المعرفية التي حازت اهتمام المستشرقين منذ بدايات الحركة الاستشراقية، وتعددت طرق تناولهم لهذا الحقل تبعاً للدوافع والمشارب الفكرية المختلفة للمستشرقين والسياقات الزمنية التي صاحبت هذا الاهتمام، ويقع كثير من الباحثين والمفكرين في دراستهم لدوافع هذا الاهتمام في تعميمات جارفة نابعة من نظرة سلبية للحركة الاستشراقية ككل وبالتالي رفض كل منتج معرفي أو فكري أفرزته هذه الحركة، وان كان لمعظم هؤلاء الباحثين الحق في هذه النظرة استناداً للأيدولوجيات المتطرفة التي كانت تهيمن على الحركة الاستشراقية في بداياتها إلا أن الموضوعية والانصاف يقتضيان دراسة متعمقة متحررة من تأثير هذه النظرة المسبقة ، ويكون ذلك بالبحث وراء دوافع الحركة الاستشراقية ودراسة المنهج الذي سلكه المستشرقون في نبشهم للتراث الشرقي الضخم والخلاصات التي توصلوا إليها ومدى التطور الذي طرأ على الحركة الاستشراقية متفاعلة مع سقوط الاستعمار ومختلف العوامل الأخرى التي ساهمت في تشكيل المنتج الاستشراقي الجديد ومدى تأثير ذلك على الخلاصات التي توصلوا إليها من ناحية الموضوعية والإنصاف والفهم الصحيح. هذا البحث توصل إلى أن النظرة الموضوعية حول اهتمام المستشرقين بالتصوف توصل القارئ إلى الحكم بأن دوافع المستشرقين تنقسم إلى قسمين: دوافع إيجابية متعلقة بالفضول المعرفي المشروع وأخرى سلبية مرتبطة بالأيدولوجيات المحركة للحركة الاستعمارية ككل وما أملته على توجهات المستشرقين من إحياء جوانب من تراث المتصوفة بقصد تشويه وتحريف الإسلام وتفرقة أتباعه والتحكم فيهم. وأن المستشرقين قد تعددت منهجياتهم في دراسة التصوف من الدراسات العمومية المجزئة والنظرات القاصرة والأحكام المسبقة إلى تطوير منهجيات تتناسب والموضوعات التي كانوا يتناولونها. وأن الحركة الاستشراقية في القرنين الماضيين وفرت تراثاً ضخماً جعلت المقارنة الكمية بين الدراسات الاستشراقية الحديثة والقديمة تُرَجّح كفة القديمة. ومع ذلك تعتبر الدراسات الحديثة أكثر جدة وموضوعية مقارنة بالدراسات القديمة التي كان يشوب بعضها خلل منهجي واضح. ومع القول بأن الإنصاف في الدراسات الحديثة أكبر من القديمة إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الرواسب الاستعمارية القديمة في بعض الدراسات الحديثة متفاعلة مع التوجهات السياسية لبعض الجهات الداعمة لهذا النوع من الدراسات. الكلمات المفتاحية: التصوف، الاستشراق، المنهج Sufism is one of the significant fields of knowledge that has attracted the attention of Orientalists since the early days of the Orientalist movement. How they have approached this field has varied according to the different motivations and intellectual orientations of the Orientalists, as well as the historical contexts that accompanied this interest. In studying the motivations behind this interest, many researchers tend to make sweeping generalizations stemming from a negative view of the Orientalist movement as a whole, thereby rejecting any intellectual product that emerged from this movement. While it can be said that most of these researchers might be correct in their view due to the extreme ideologies that dominated the Orientalist movement in its early stages, objectivity and fairness require an in-depth study free from this preconceived notions influence. This can be achieved through investigating the motivations behind the Orientalist movement, examining the methodology adopted by the Orientalists in exploring this vast heritage, the conclusions they reached, and the extent of the development that occurred in the Orientalist movement, influenced by the decline of colonialism and other factors that contributed to shaping the new Orientalist product. The study also needs to consider the impact of these changes on the objectivity, fairness, and correct understanding of the conclusions they reached. This research concludes that an objective perspective on the Orientalists interest in Sufism leads the reader to conclude that the motivations behind the Orientalists work can be divided into two categories: positive motivations related to legitimate intellectual curiosity, and negative motivations tied to the ideologies driving the colonial movement as a whole, which influenced the Orientalists approach to reviving this heritage with the intent of distorting and misrepresenting Islam, creating divisions among its followers, and controlling them. The methodologies used by the Orientalists in studying Sufism have varied, from fragmented general studies and limited perspectives to the development of methodologies suited to the topics they were addressing. On the other hand, The Orientalist movement over the past two centuries has produced a vast heritage, making a quantitative comparison between the modern and the old lean in favour of the older studies. However, modern studies are considered more objective compared to older studies, some of which exhibited clear methodological flaws. While it can be said that objectivity in modern studies is greater than in the older ones, this does not deny the presence of some remnants of colonial biases in some modern studies, which are influenced by the political orientations of certain entities supporting this type of research. Keywords: Sufism, Orientalism, Methodologies جامعة الأندلس للعلوم والتقنية مجلات الاندلس من افضل المجلات العلمية لنشر الابحاث الرصينة بما يتوافق مع شروط اسكوبس وقواعد البيانات العالمية مجلة علمية منذو عشرين سنة حاصلة على معامل تاثير ارسيف وكروسرف وهي من ارخص المجلات العلمية رؤيتها تشجيع الباحثين على نشر الابحاث وتعزيز المجال البحثي بالعاصمة صنعاء لدها مجلة علمية للعلوم الانسانية والاجتماعية ومجلة علمية للعلوم التطبيقية وقد تم نشر اكثر من 80 عدد مايقارب 600 بحث - مجلة الأندلس للبحوث مجلة علمية محكمة ابحاث علمية صنعاء افضل مجلة علمية مجلة الاندلس للعلوم الانسانية والتطبيقية مجلة علوم انسانية مجلة للعلوم التطبيقية جامعة الاندلس افضل مجلة علمة لنشر ابحاث الباحثين والحصول على DOI مجلة معتمدة دوليا مجلة جامعة الاندلس الجمهورية اليمنية مجلة الأندلس للبحوث


تطور نظرة المستشرقين للتصوف بين القديم والمعاصر - دراسة تحليلية THE ORIENTALIST’ VIEW OF SUFISM: BETWEEN THE OLD AND THE MODERN– AN ANALYTICAL STUDY د. عمر بن عثمان الخطيب* الملخص يعتبر التصوف من أهم الحقول المعرفية التي حازت اهتمام المستشرقين منذ بدايات الحركة الاستشراقية، وتعددت طرق تناولهم لهذا الحقل تبعاً للدوافع والمشارب الفكرية المختلفة للمستشرقين والسياقات الزمنية التي صاحبت هذا الاهتمام، ويقع كثير من الباحثين والمفكرين في دراستهم لدوافع هذا الاهتمام في تعميمات جارفة نابعة من نظرة سلبية للحركة الاستشراقية ككل وبالتالي رفض كل منتج معرفي أو فكري أفرزته هذه الحركة، وان كان لمعظم هؤلاء الباحثين الحق في هذه النظرة استناداً للأيدولوجيات المتطرفة التي كانت تهيمن على الحركة الاستشراقية في بداياتها إلا أن الموضوعية والانصاف يقتضيان دراسة متعمقة متحررة من تأثير هذه النظرة المسبقة ، ويكون ذلك بالبحث وراء دوافع الحركة الاستشراقية ودراسة المنهج الذي سلكه المستشرقون في نبشهم للتراث الشرقي الضخم والخلاصات التي توصلوا إليها ومدى التطور الذي طرأ على الحركة الاستشراقية متفاعلة مع سقوط الاستعمار ومختلف العوامل الأخرى التي ساهمت في تشكيل المنتج الاستشراقي الجديد ومدى تأثير ذلك على الخلاصات التي توصلوا إليها من ناحية الموضوعية والإنصاف والفهم الصحيح. هذا البحث توصل إلى أن النظرة الموضوعية حول اهتمام المستشرقين بالتصوف توصل القارئ إلى الحكم بأن دوافع المستشرقين تنقسم إلى قسمين: دوافع إيجابية متعلقة بالفضول المعرفي المشروع وأخرى سلبية مرتبطة بالأيدولوجيات المحركة للحركة الاستعمارية ككل وما أملته على توجهات المستشرقين من إحياء جوانب من تراث المتصوفة بقصد تشويه وتحريف الإسلام وتفرقة أتباعه والتحكم فيهم. وأن المستشرقين قد تعددت منهجياتهم في دراسة التصوف من الدراسات العمومية المجزئة والنظرات القاصرة والأحكام المسبقة إلى تطوير منهجيات تتناسب والموضوعات التي كانوا يتناولونها. وأن الحركة الاستشراقية في القرنين الماضيين وفرت تراثاً ضخماً جعلت المقارنة الكمية بين الدراسات الاستشراقية الحديثة والقديمة تُرَجّح كفة القديمة. ومع ذلك تعتبر الدراسات الحديثة أكثر جدة وموضوعية مقارنة بالدراسات القديمة التي كان يشوب بعضها خلل منهجي واضح. ومع القول بأن الإنصاف في الدراسات الحديثة أكبر من القديمة إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الرواسب الاستعمارية القديمة في بعض الدراسات الحديثة متفاعلة مع التوجهات السياسية لبعض الجهات الداعمة لهذا النوع من الدراسات. الكلمات المفتاحية: التصوف، الاستشراق، المنهج Sufism is one of the significant fields of knowledge that has attracted the attention of Orientalists since the early days of the Orientalist movement. How they have approached this field has varied according to the different motivations and intellectual orientations of the Orientalists, as well as the historical contexts that accompanied this interest. In studying the motivations behind this interest, many researchers tend to make sweeping generalizations stemming from a negative view of the Orientalist movement as a whole, thereby rejecting any intellectual product that emerged from this movement. While it can be said that most of these researchers might be correct in their view due to the extreme ideologies that dominated the Orientalist movement in its early stages, objectivity and fairness require an in-depth study free from this preconceived notions influence. This can be achieved through investigating the motivations behind the Orientalist movement, examining the methodology adopted by the Orientalists in exploring this vast heritage, the conclusions they reached, and the extent of the development that occurred in the Orientalist movement, influenced by the decline of colonialism and other factors that contributed to shaping the new Orientalist product. The study also needs to consider the impact of these changes on the objectivity, fairness, and correct understanding of the conclusions they reached. This research concludes that an objective perspective on the Orientalists interest in Sufism leads the reader to conclude that the motivations behind the Orientalists work can be divided into two categories: positive motivations related to legitimate intellectual curiosity, and negative motivations tied to the ideologies driving the colonial movement as a whole, which influenced the Orientalists approach to reviving this heritage with the intent of distorting and misrepresenting Islam, creating divisions among its followers, and controlling them. The methodologies used by the Orientalists in studying Sufism have varied, from fragmented general studies and limited perspectives to the development of methodologies suited to the topics they were addressing. On the other hand, The Orientalist movement over the past two centuries has produced a vast heritage, making a quantitative comparison between the modern and the old lean in favour of the older studies. However, modern studies are considered more objective compared to older studies, some of which exhibited clear methodological flaws. While it can be said that objectivity in modern studies is greater than in the older ones, this does not deny the presence of some remnants of colonial biases in some modern studies, which are influenced by the political orientations of certain entities supporting this type of research. Keywords: Sufism, Orientalism, Methodologies

تطور نظرة المستشرقين للتصوف بين القديم والمعاصر - دراسة تحليلية THE ORIENTALIST’ VIEW OF SUFISM: BETWEEN THE OLD AND THE MODERN– AN ANALYTICAL STUDY د. عمر بن عثمان الخطيب* الملخص يعتبر التصوف من أهم الحقول المعرفية التي حازت اهتمام المستشرقين منذ بدايات الحركة الاستشراقية، وتعددت طرق تناولهم لهذا الحقل تبعاً للدوافع والمشارب الفكرية المختلفة للمستشرقين والسياقات الزمنية التي صاحبت هذا الاهتمام، ويقع كثير من الباحثين والمفكرين في دراستهم لدوافع هذا الاهتمام في تعميمات جارفة نابعة من نظرة سلبية للحركة الاستشراقية ككل وبالتالي رفض كل منتج معرفي أو فكري أفرزته هذه الحركة، وان كان لمعظم هؤلاء الباحثين الحق في هذه النظرة استناداً للأيدولوجيات المتطرفة التي كانت تهيمن على الحركة الاستشراقية في بداياتها إلا أن الموضوعية والانصاف يقتضيان دراسة متعمقة متحررة من تأثير هذه النظرة المسبقة ، ويكون ذلك بالبحث وراء دوافع الحركة الاستشراقية ودراسة المنهج الذي سلكه المستشرقون في نبشهم للتراث الشرقي الضخم والخلاصات التي توصلوا إليها ومدى التطور الذي طرأ على الحركة الاستشراقية متفاعلة مع سقوط الاستعمار ومختلف العوامل الأخرى التي ساهمت في تشكيل المنتج الاستشراقي الجديد ومدى تأثير ذلك على الخلاصات التي توصلوا إليها من ناحية الموضوعية والإنصاف والفهم الصحيح. هذا البحث توصل إلى أن النظرة الموضوعية حول اهتمام المستشرقين بالتصوف توصل القارئ إلى الحكم بأن دوافع المستشرقين تنقسم إلى قسمين: دوافع إيجابية متعلقة بالفضول المعرفي المشروع وأخرى سلبية مرتبطة بالأيدولوجيات المحركة للحركة الاستعمارية ككل وما أملته على توجهات المستشرقين من إحياء جوانب من تراث المتصوفة بقصد تشويه وتحريف الإسلام وتفرقة أتباعه والتحكم فيهم. وأن المستشرقين قد تعددت منهجياتهم في دراسة التصوف من الدراسات العمومية المجزئة والنظرات القاصرة والأحكام المسبقة إلى تطوير منهجيات تتناسب والموضوعات التي كانوا يتناولونها. وأن الحركة الاستشراقية في القرنين الماضيين وفرت تراثاً ضخماً جعلت المقارنة الكمية بين الدراسات الاستشراقية الحديثة والقديمة تُرَجّح كفة القديمة. ومع ذلك تعتبر الدراسات الحديثة أكثر جدة وموضوعية مقارنة بالدراسات القديمة التي كان يشوب بعضها خلل منهجي واضح. ومع القول بأن الإنصاف في الدراسات الحديثة أكبر من القديمة إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الرواسب الاستعمارية القديمة في بعض الدراسات الحديثة متفاعلة مع التوجهات السياسية لبعض الجهات الداعمة لهذا النوع من الدراسات. الكلمات المفتاحية: التصوف، الاستشراق، المنهج Sufism is one of the significant fields of knowledge that has attracted the attention of Orientalists since the early days of the Orientalist movement. How they have approached this field has varied according to the different motivations and intellectual orientations of the Orientalists, as well as the historical contexts that accompanied this interest. In studying the motivations behind this interest, many researchers tend to make sweeping generalizations stemming from a negative view of the Orientalist movement as a whole, thereby rejecting any intellectual product that emerged from this movement. While it can be said that most of these researchers might be correct in their view due to the extreme ideologies that dominated the Orientalist movement in its early stages, objectivity and fairness require an in-depth study free from this preconceived notions influence. This can be achieved through investigating the motivations behind the Orientalist movement, examining the methodology adopted by the Orientalists in exploring this vast heritage, the conclusions they reached, and the extent of the development that occurred in the Orientalist movement, influenced by the decline of colonialism and other factors that contributed to shaping the new Orientalist product. The study also needs to consider the impact of these changes on the objectivity, fairness, and correct understanding of the conclusions they reached. This research concludes that an objective perspective on the Orientalists interest in Sufism leads the reader to conclude that the motivations behind the Orientalists work can be divided into two categories: positive motivations related to legitimate intellectual curiosity, and negative motivations tied to the ideologies driving the colonial movement as a whole, which influenced the Orientalists approach to reviving this heritage with the intent of distorting and misrepresenting Islam, creating divisions among its followers, and controlling them. The methodologies used by the Orientalists in studying Sufism have varied, from fragmented general studies and limited perspectives to the development of methodologies suited to the topics they were addressing. On the other hand, The Orientalist movement over the past two centuries has produced a vast heritage, making a quantitative comparison between the modern and the old lean in favour of the older studies. However, modern studies are considered more objective compared to older studies, some of which exhibited clear methodological flaws. While it can be said that objectivity in modern studies is greater than in the older ones, this does not deny the presence of some remnants of colonial biases in some modern studies, which are influenced by the political orientations of certain entities supporting this type of research. Keywords: Sufism, Orientalism, Methodologies

البحث العلمي ابحاث المجلة | الابحاث المنشورة
تطور نظرة المستشرقين للتصوف بين القديم والمعاصر - دراسة تحليلية THE ORIENTALIST’ VIEW OF SUFISM: BETWEEN THE OLD AND THE MODERN– AN ANALYTICAL STUDY د. عمر بن عثمان الخطيب* الملخص يعتبر التصوف من أهم الحقول المعرفية التي حازت اهتمام المستشرقين منذ بدايات الحركة الاستشراقية، وتعددت طرق تناولهم لهذا الحقل تبعاً للدوافع والمشارب الفكرية المختلفة للمستشرقين والسياقات الزمنية التي صاحبت هذا الاهتمام، ويقع كثير من الباحثين والمفكرين في دراستهم لدوافع هذا الاهتمام في تعميمات جارفة نابعة من نظرة سلبية للحركة الاستشراقية ككل وبالتالي رفض كل منتج معرفي أو فكري أفرزته هذه الحركة، وان كان لمعظم هؤلاء الباحثين الحق في هذه النظرة استناداً للأيدولوجيات المتطرفة التي كانت تهيمن على الحركة الاستشراقية في بداياتها إلا أن الموضوعية والانصاف يقتضيان دراسة متعمقة متحررة من تأثير هذه النظرة المسبقة ، ويكون ذلك بالبحث وراء دوافع الحركة الاستشراقية ودراسة المنهج الذي سلكه المستشرقون في نبشهم للتراث الشرقي الضخم والخلاصات التي توصلوا إليها ومدى التطور الذي طرأ على الحركة الاستشراقية متفاعلة مع سقوط الاستعمار ومختلف العوامل الأخرى التي ساهمت في تشكيل المنتج الاستشراقي الجديد ومدى تأثير ذلك على الخلاصات التي توصلوا إليها من ناحية الموضوعية والإنصاف والفهم الصحيح. هذا البحث توصل إلى أن النظرة الموضوعية حول اهتمام المستشرقين بالتصوف توصل القارئ إلى الحكم بأن دوافع المستشرقين تنقسم إلى قسمين: دوافع إيجابية متعلقة بالفضول المعرفي المشروع وأخرى سلبية مرتبطة بالأيدولوجيات المحركة للحركة الاستعمارية ككل وما أملته على توجهات المستشرقين من إحياء جوانب من تراث المتصوفة بقصد تشويه وتحريف الإسلام وتفرقة أتباعه والتحكم فيهم. وأن المستشرقين قد تعددت منهجياتهم في دراسة التصوف من الدراسات العمومية المجزئة والنظرات القاصرة والأحكام المسبقة إلى تطوير منهجيات تتناسب والموضوعات التي كانوا يتناولونها. وأن الحركة الاستشراقية في القرنين الماضيين وفرت تراثاً ضخماً جعلت المقارنة الكمية بين الدراسات الاستشراقية الحديثة والقديمة تُرَجّح كفة القديمة. ومع ذلك تعتبر الدراسات الحديثة أكثر جدة وموضوعية مقارنة بالدراسات القديمة التي كان يشوب بعضها خلل منهجي واضح. ومع القول بأن الإنصاف في الدراسات الحديثة أكبر من القديمة إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الرواسب الاستعمارية القديمة في بعض الدراسات الحديثة متفاعلة مع التوجهات السياسية لبعض الجهات الداعمة لهذا النوع من الدراسات. الكلمات المفتاحية: التصوف، الاستشراق، المنهج Sufism is one of the significant fields of knowledge that has attracted the attention of Orientalists since the early days of the Orientalist movement. How they have approached this field has varied according to the different motivations and intellectual orientations of the Orientalists, as well as the historical contexts that accompanied this interest. In studying the motivations behind this interest, many researchers tend to make sweeping generalizations stemming from a negative view of the Orientalist movement as a whole, thereby rejecting any intellectual product that emerged from this movement. While it can be said that most of these researchers might be correct in their view due to the extreme ideologies that dominated the Orientalist movement in its early stages, objectivity and fairness require an in-depth study free from this preconceived notions influence. This can be achieved through investigating the motivations behind the Orientalist movement, examining the methodology adopted by the Orientalists in exploring this vast heritage, the conclusions they reached, and the extent of the development that occurred in the Orientalist movement, influenced by the decline of colonialism and other factors that contributed to shaping the new Orientalist product. The study also needs to consider the impact of these changes on the objectivity, fairness, and correct understanding of the conclusions they reached. This research concludes that an objective perspective on the Orientalists interest in Sufism leads the reader to conclude that the motivations behind the Orientalists work can be divided into two categories: positive motivations related to legitimate intellectual curiosity, and negative motivations tied to the ideologies driving the colonial movement as a whole, which influenced the Orientalists approach to reviving this heritage with the intent of distorting and misrepresenting Islam, creating divisions among its followers, and controlling them. The methodologies used by the Orientalists in studying Sufism have varied, from fragmented general studies and limited perspectives to the development of methodologies suited to the topics they were addressing. On the other hand, The Orientalist movement over the past two centuries has produced a vast heritage, making a quantitative comparison between the modern and the old lean in favour of the older studies. However, modern studies are considered more objective compared to older studies, some of which exhibited clear methodological flaws. While it can be said that objectivity in modern studies is greater than in the older ones, this does not deny the presence of some remnants of colonial biases in some modern studies, which are influenced by the political orientations of certain entities supporting this type of research. Keywords: Sufism, Orientalism, Methodologies

اسم الباحث     :    د. عمر بن عثمان الخطيب*
DOI     :    https://doi.org/10.35781/1637-000-114-001
ملخص البحث     :    الملخص يعتبر التصوف من أهم الحقول المعرفية التي حازت اهتمام المستشرقين منذ بدايات الحركة الاستشراقية، وتعددت طرق تناولهم لهذا الحقل تبعاً للدوافع والمشارب الفكرية المختلفة للمستشرقين والسياقات الزمنية التي صاحبت هذا الاهتمام، ويقع كثير من الباحثين والمفكرين في دراستهم لدوافع هذا الاهتمام في تعميمات جارفة نابعة من نظرة سلبية للحركة الاستشراقية ككل وبالتالي رفض كل منتج معرفي أو فكري أفرزته هذه الحركة، وان كان لمعظم هؤلاء الباحثين الحق في هذه النظرة استناداً للأيدولوجيات المتطرفة التي كانت تهيمن على الحركة الاستشراقية في بداياتها إلا أن الموضوعية والانصاف يقتضيان دراسة متعمقة متحررة من تأثير هذه النظرة المسبقة ، ويكون ذلك بالبحث وراء دوافع الحركة الاستشراقية ودراسة المنهج الذي سلكه المستشرقون في نبشهم للتراث الشرقي الضخم والخلاصات التي توصلوا إليها ومدى التطور الذي طرأ على الحركة الاستشراقية متفاعلة مع سقوط الاستعمار ومختلف العوامل الأخرى التي ساهمت في تشكيل المنتج الاستشراقي الجديد ومدى تأثير ذلك على الخلاصات التي توصلوا إليها من ناحية الموضوعية والإنصاف والفهم الصحيح. هذا البحث توصل إلى أن النظرة الموضوعية حول اهتمام المستشرقين بالتصوف توصل القارئ إلى الحكم بأن دوافع المستشرقين تنقسم إلى قسمين: دوافع إيجابية متعلقة بالفضول المعرفي المشروع وأخرى سلبية مرتبطة بالأيدولوجيات المحركة للحركة الاستعمارية ككل وما أملته على توجهات المستشرقين من إحياء جوانب من تراث المتصوفة بقصد تشويه وتحريف الإسلام وتفرقة أتباعه والتحكم فيهم. وأن المستشرقين قد تعددت منهجياتهم في دراسة التصوف من الدراسات العمومية المجزئة والنظرات القاصرة والأحكام المسبقة إلى تطوير منهجيات تتناسب والموضوعات التي كانوا يتناولونها. وأن الحركة الاستشراقية في القرنين الماضيين وفرت تراثاً ضخماً جعلت المقارنة الكمية بين الدراسات الاستشراقية الحديثة والقديمة تُرَجّح كفة القديمة. ومع ذلك تعتبر الدراسات الحديثة أكثر جدة وموضوعية مقارنة بالدراسات القديمة التي كان يشوب بعضها خلل منهجي واضح. ومع القول بأن الإنصاف في الدراسات الحديثة أكبر من القديمة إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض الرواسب الاستعمارية القديمة في بعض الدراسات الحديثة متفاعلة مع التوجهات السياسية لبعض الجهات الداعمة لهذا النوع من الدراسات. الكلمات المفتاحية: التصوف، الاستشراق، المنهج
Sufism is one of the significant fields of knowledge that has attracted the attention of Orientalists since the early days of the Orientalist movement. How they have approached this field has varied according to the different motivations and intellectual orientations of the Orientalists, as well as the historical contexts that accompanied this interest. In studying the motivations behind this interest, many researchers tend to make sweeping generalizations stemming from a negative view of the Orientalist movement as a whole, thereby rejecting any intellectual product that emerged from this movement. While it can be said that most of these researchers might be correct in their view due to the extreme ideologies that dominated the Orientalist movement in its early stages, objectivity and fairness require an in-depth study free from this preconceived notion's influence. This can be achieved through investigating the motivations behind the Orientalist movement, examining the methodology adopted by the Orientalists in exploring this vast heritage, the conclusions they reached, and the extent of the development that occurred in the Orientalist movement, influenced by the decline of colonialism and other factors that contributed to shaping the new Orientalist product. The study also needs to consider the impact of these changes on the objectivity, fairness, and correct understanding of the conclusions they reached. This research concludes that an objective perspective on the Orientalists' interest in Sufism leads the reader to conclude that the motivations behind the Orientalists' work can be divided into two categories: positive motivations related to legitimate intellectual curiosity, and negative motivations tied to the ideologies driving the colonial movement as a whole, which influenced the Orientalists' approach to reviving this heritage with the intent of distorting and misrepresenting Islam, creating divisions among its followers, and controlling them. The methodologies used by the Orientalists in studying Sufism have varied, from fragmented general studies and limited perspectives to the development of methodologies suited to the topics they were addressing. On the other hand, The Orientalist movement over the past two centuries has produced a vast heritage, making a quantitative comparison between the modern and the old lean in favour of the older studies. However, modern studies are considered more objective compared to older studies, some of which exhibited clear methodological flaws. While it can be said that objectivity in modern studies is greater than in the older ones, this does not deny the presence of some remnants of colonial biases in some modern studies, which are influenced by the political orientations of certain entities supporting this type of research. Keywords: Sufism, Orientalism, Methodologies رجوع       تحميل البحث