University Media University news
الجامعة تشارك في ندوة فكرية تنظمها مكاتب الثقافة والتربية والشباب

تحت شعار «انتماءً ووفاءً للثورة والوحدة والشهداء» نظمت مكاتب الثقافة والتربية والشباب بأمانة العاصمة ندوة فكرية أمس الأول في مركز الدراسات والبحوث ،وإسهاماً من جامعة الأندلس للعلوم والتقنية في حضور المشاركات الثقافية والتربوية والشبابية الوطنية شاركت الجامعة بورقة عمل قدمها الدكتور عبد الله بكير عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة وفي بداية إفتتاح الندوة استهل الدكتور عبدالعزيز المقالح، المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية،أن الولاء الوطني والتأكيد على الانتماء إلى اليمن كوطن لجميع أبنائه هو السبيل الوحيد للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها بلادنا خلال الفترة السابقة.
كما أشار خلال كلمته إلى أن شعبنا قد احتفل قبل أسابيع بأعياد الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وهو اليوم يستعد للاحتفاء والاحتفال بعيد الاستقلال 30 نوفمبر، ذلك اليوم المجيد الذي خرج فيه آخر جندي أجنبي من أرضنا الطاهرة، مشيراً إلى أهمية هذه الندوة الفكرية والتي تهدف إلى إلقاء الضوء على أكبر مكاسب هذا الوطن المتمثل في التحرر من الاحتلال والاستبداد وإعادة الوحدة التي وجدت مرتبطة بالديمقراطية والتعددية.
وقال : إنه ينبغي في مثل هذه المواقف أن نصارح أنفسنا، وأن نتحدث بشجاعة عن الضمور الذي لحق بالولاء الوطني وعن الأصوات النشاز التي ارتفعت في الآونة الأخيرة متعمدة العمل على تشويه صورة الوطن والإساءة إلى وحدته والعبث بحالة الاستقرار وقيم المواطنة، منوهاً بالحال الذي وصل ببعض التافهين وهذه هي الصفة اللائقة بهم كداعين إلى الانفصال وتفتيت وحدة الوطن والادعاء بأنهم غير يمنيين، وهذا الادعاء الأخير من قبلهم صحيح، فالذي يدعو إلى تقسيم اليمن من المؤكد أنه غير يمني وباعترافه هو، ولو كان يمنياً لما تخلى عن ولائه لوطنه ولما قادته أهواؤه ومشاعره التفاهة إلى الانزلاق إلى هذا الحضيض.
وتابع : ومن تحصيل الحاصل القول بأنه لايوجد بلد في عالم اليوم يخلو من اختلاف وجهات النظر بين أبنائه حول كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنه اختلاف محكوم بالولاء الخالص والثابت للوطن ويستحيل بل لايجوز أن تتحول الاختلافات أو الخلافات إلى مواقف أو أعمال تتنافى مع المبادئ الأساسية ومنها وحدة الوطن أو تهدف إلى تقسيمه أو العمل على احتلال أجزاء منه لإقامة دويلة أو دويلات ناتئة وشاذة كتلك التي كانت في الماضي، مشيراً في نفس الصدد إلى أن بعض من ينساقون في هذا التيار الهدام ينطلقون من مخلفات الماضي القبيح، ماضي عصور الانحطاط، ماضي تقسيم هذا الوطن إلى مشيخات وسلطنات وإمامات وفي اعتقادهم - وقد تخلو من كل ولاء وطني - أنهم قادرون على إعادة تلك التجزئة المشينة إلى وطن استعاد بعد تضحيات جسيمة وحدته وسيجها بمفاهيم والتزامات المواطنة الصحيحة والتعددية والديمقراطية.
وأضاف : وهنا وفي مجال الحديث الصادق الصريح لا بد من الإشارة إلى أن بعض الذين تخلوا عن ولائهم للوطن الواحد لايتحركون من ذات أنفسهم وإنما تحركهم قوى صارت معلومة ومعروفة لدى كل مواطن شريف، وهي قوى حاقدة وترى من مصلحتها الآنية أن تعيش بلادنا في حالة من الارتباك والفوضى غير مدركة هذه القوى أن إشعال الصراعات داخل هذا الوطن لن يعود عليها في القريب والبعيد من الزمن إلاّ بأسوأ الخسارات وأفضعها، وأن النار التي تلتهم دار جارك صباحاً ستكون في دارك مساء، وهذا مانتمنى ونرجو أن يدركه الذين يساعدون دعاة التمزيق والتخريب على الاستمرار في أعمالهم الجنونية الخارجة على كل المبادئ والقيم والمعادية لكل عاني الولاء الوطني.
وكانت الأخت نجاة باحكيم، مدير عام مكتب الثقافة بأمانة العاصمة، قد أشارت في كلمتها الترحيبية إلى أهمية هذه الندوة التي تأتي ضمن احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة (سبتمبر - أكتوبر - نوفمبر) في ترسيخ مبادئ الوحدة اليمنية وتوطين أركانها، وإبراز أهمية الولاء الوطني في التصدي للمحاولات والدعوات الشاذة والبغيضة التي تسيء إلى الوطن والوحدة اليمنية، مشيرةً بجهود وسعي أمانة العاصمة لدعم مثل هذه الأنشطة الثقافية ومثمنة في الوقت نفسه جهود المشاركين في هذه الندوة ومن سعى لإنجاحها.
وقد قدمت للندوة أوراق عمل لكل من الدكتور عبد الله بكير عميد كلية الآداب بجامعة الأندلس للعلوم والتقنية والدكتور عبداللَّه معمر، أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة صنعاءوحمود النقيب، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة، ومنى باشراحيل، رئيس لجنة الحقوق والحريات بمجلس الشورى، وجاد حمود محمد صلاح، أحد أبناء المناضلين والشهداء.

وتطرق الدكتور عبداللَّه بكير، عميد كلية الآداب بجامعة الأندلس، في ورقته المقدمة للندوة تحت عنوان «دور الجامعات في تعزيز الولاء لدى الشباب»، إلى المسؤولية التي تقع على الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات في إعداد وتأهيل كادر علمي واعٍ ومثقف يسهم مساهمة فاعلة في بناء مجتمعه وتنميته وبما يضمن مواكبته لكل مستجدات العصر وتطوراته في إطار المسيرة العلمية والحضارية للمجتمع الإنساني، مؤكداً أن من أولويات النهوض باليمن والدفع بمسيرة التنمية فيه، تعزيز مفهوم الولاء الوطني والانتماء إليه، وإخراج هذه المفاهيم من القوالب النظرية إلى حيز التطبيق العلمي لتكون واقعاً محسوساً لدى الشباب.
ومن جهته أشار الدكتور عبداللَّه معمر، أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة صنعاء، في ورقته المعنونة بـ «قضايا أولية في الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء» إلى عدد من القضايا التي تعزز من الولاء الوطني والهوية الوطنية والتي تبدأ بضرورة غرس فكرة الانتماء للوطن.. مؤكدا أن الشعور بالانتماء يرفع من عملية الإحساس والارتباط الوجداني بين كل من الفرد والمكان الجغرافي لتوطين الذات الواحدة.
وفي ورقته عن دور أمانة العاصمة في تعزيز الولاء الوطني لدى الشباب، أوضح حمود النقيب، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالأمانة، الدور الذي تقوم به العاصمة بالتنسيق مع مختلف الجهات من أجل إقامة العديد من الفعاليات التي من شأنها تعزيز الولاء الوطني لدى الشباب، وترسيخ الهوية الوطنية، مؤكداً تفاعل هذه الجهات وتعاونها لنجاح هذه الفعاليات.
من جهتها تحدثت منى باشراحيل عن رحلة نضالها في رحاب ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما واجهته من تحديات وعوائق استطاعت التغلب عليها، منوهةً بدور المرأة اليمنية في النضال ضد الاستعمار ودعم المناضلين في جميع الميادين.
فيما استعرض جاد حمود محمد صلاح جابر، أحد أبناء المناضلين والشهداء، حياة والده الشهيد الحافلة بالعطاء والبذل من أجل الوطن ورفعته وتضحيته بنفسه في سبيل ذلك.
هذا وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات والنقاشات التي من شأنها تأكيد أهمية الولاء الوطني وتجسيد الهوية الوطنية